الاثنين، 12 نوفمبر 2012



و للسفر وجه اخر ...

 يقولون ان اصعب شىء يضطر الانسان على مواجهته هى مخاوفه .
و فى كتابة هذا الموضوع اواجه احد مخاوفى، و هو الكتابة عن تجربة سفرى خارج مصر، لان تذكر ما حدث لى عادة ما يصيبنى بتعب جسدى و نفسى شديد و لكن عند مواجهة المخاوف و التغلب عليها يشعر الانسان بعدها بالحرية و ان ليس هناك شىء يقيده و لذلك قررت الكتابة لأكسر جبل الخوف الذى بداخلى و استريح .
احفظ هذه القاعدة جيدا (من كورس التنمية البشرية): عقلك الباطن هو المتحكم فى قدراتك ...انت اقوى مما تتصور و لكنك لم تكتشف ذلك بعد.
عادة قبل الذهاب الى مكان جديد لا يقدر الانسان على تخيل هذا المكان جيدا و لكنه يستطيع و بكل وضوح تخيل حالته النفسية فيه او لنقل التى يأمل ان تكون فيه...قبل سفرى حاولت تخيل البلد التى سأزورها، كل الصور التى وجدها على الانترنت لم تكن كافية لى ،و لكنى املت ان اكون سعيدة هناك ،و رحت اتخيل نفسى و انا فى هذه الحالة ،و برغم ان المعارضين لسفرى كانوا اكثر من المؤيدين الا انى عقدت العزم و نويت السفر و خلصت على كدة .
تمر ساعات يوم 3 سبتمبر سريعا و يأتى فجر يوم 4 يوم سفرى الى ...المغرب .
ادخل على الفيس بوك اكتب
Going To Morocco I'm So Excited  و اخرج من البيت لتبدأ رحلتى خارج الوطن.
المرة الاولى التى تسافر فيها خارج بلدك تكون غريبة....ستكون انت السائح فى بلد اخر، و ستعامل معاملة السياح، سيسعى الناس الى مساعدتك بشتى الطرق لتعرف انهم شعب لطيف و مضياف، ستسمع اذنك لغة او لهجة لست معتادا عليها و ستحاول انت التكلم بأى لغة و اى طريقة حتى يفهمك الاخرون، سترى اشياء و اشخاص مختلفين عن اللذىن تعرفهم ....و بسبب تلك الاشياء و غيرها يدب الحماس فيك و تشعر انها ستكون رحلة العمر التى لا تنسى.

اركب الطائرة، افكر هل يوجد شىء نسيته؟ اراجع برنامج الرحلة و جدول المحاضرات ،اطمئن الى وجود تليفونى المحمول و الكاميرا، اخرج كتاب اشعب من حقيبتى اقرأ فيه لأنسى توترى قليلا فقد اخترت توفيق الحكيم ليكون رفيقى فى الرحلة .
اصل المغرب فى حوالى الساعة السابعة و نصف صباحا .. اخرج من الطائرة، يلمس وجهى هواء بارد فأبتسم و اتذكر انى احضرت معى الجاكيت الاسود (عشان بيليق على كل اللبس) ارتديه فأشعر بقليل من الدفىء.
ختمت الباسبور و غيرت النقود بدراهم مغربية و ذهبت لاحضر حقيبتى...ابحث عنها انها ليست هنا ..اسال احد العاملين عن حقائب المسافرين القادمين من مصر يخبرنى عن المكان و لكن حقيبتى ليست به .. يخفق قلبى بشدة ،تتصل بى امى للاطمئنان على اقولها انى وصلت و ابحث عن حقيبتى .... يتوقف قلبى لمدة ثوانى و لكن فعليا شعرت انهم ساعات عندما ادركت ان حقيبتى ليست موجودة (الى الان لم اجد وصف لما حدث لى فى هذه اللحظة غير هذا حتى و ان كان هذا الوصف غير واقعى)... اجلس على سير الحقائب الواقف و افكر من المؤكد ان لا احد يرانى و انا ابكى فلا داعى للخجل ..انظر امامى و اكتشف ان كل من يمر بى ينظر الى .
اركب القطار لاذهب الى محطة الدار البيضاء مسافرين ..انتظر فى المحطة القطار القادم لاتوجه الى مراكش .
المحطة نظيفة ..هادئة..ادخل على الانترنت من هاتفى اخبر احدى صديقاتى بما حدث و ابكى، تبعث لى اختى رسالة
YES YOU CAN  . اتذكر كورس التنمية البشرية  اهمس لنفسى "انتى قوية" ثم ابتسم.
اركب القطار فينقطع الانترنت و تنقطع خدمة التجوال فى تليفونى المحمول ..انام لمدة اربع ساعات فى القطار لارغام  نفسى على نسيان امر الحقيبة .
اقضى اسبوع لا يمكن نسيانه بلا ملابسى ..تساعدنى شريكتى فى الغرفة سارة من مصر (اول ما شوفتها قولتلها ياااااه اخيرا حد زى ) .
يتكرر هذا المشهد كل يوم تقريبا :اذهب للنوم ...تدمع عنياى ،اشتقاك لامى و اتذكر حقيبتى الضائعة اكرر لنفسى (انتى قوية انتى مبسوطة و كويسة ) اطبطب على نفسى و انام .
لا اعرف اذا كانت رحلتى مرت بسلام كيف سأكون انا ؟ هل كنت سأكتشف القوة التى بداخلى و التى لم اكن اعرفها ؟ هل كنت سأشعر بوجود الله بجانبى فى كل لحظة و مساندته لى ؟
لست اعرف هذا كله و لكن كل ما اعرفه انه الاسبوع الاصعب و الاحلى فى حياتى ...انها الرحلة التى افادتنى على المستوى الشخصى اكثر من المستوى العلمى ...انه كورس التنمية البشرية الذى جعلنى اتحكم فى عقلى الباطن و قدراتى .
انها المغرب و اذا كنت فى المغرب فلا تستغرب .

شكر واجب لكل اصدقائى اللذين ساندونى فى المغرب لولا رعايتكم و اهتمامكم بى لكنت اصبت بالانهيار .